إبحث عن الكتب في
مكتبة النيل والفرات
إبحث في:
عن

مقدمة

يُعد العصر الأموي (41هـ – 132هـ / 661م – 750م) مرحلة مهمة في تاريخ الأدب العربي، حيث شهدت الحياة الأدبية تطورًا ملحوظًا نتيجة للاستقرار السياسي النسبي واتساع رقعة الدولة الإسلامية من الصين شرقًا حتى الأندلس غربًا. ومع انتقال مركز الحكم من المدينة المنورة إلى دمشق، ظهرت بيئة جديدة للأدب حملت سمات سياسية واجتماعية ودينية انعكست على الشعر والنثر.


الظروف المؤثرة في الأدب الأموي

  1. التنافس السياسي والحزبي
    نشأت في العصر الأموي أحزاب سياسية متصارعة مثل:
    • الشيعة: أنصار آل البيت.
    • الخوارج: الخارجون على الحكم الأموي.
    • الأمويون: أنصار الدولة الحاكمة.
      هذا الصراع أفرز أدبًا سياسيًا قويًا، خاصة في مجال الهجاء والخطابة.
  2. العصبية القبلية
    عاد التفاخر بين القبائل العربية إلى الظهور، خاصة بين قيسية ويمنية، ما ساهم في ازدهار شعر النقائض.
  3. اتساع الفتوحات
    مع امتداد الدولة، اختلط العرب بالشعوب الأخرى، مما أغنى المعجم الشعري وأدخل موضوعات جديدة.
  4. الحياة الحضرية في دمشق
    البيئة الشامية، بأسواقها وقصورها وحدائقها، ساعدت على بروز شعر الغزل والمجون.

الأدب في العصر الأموي

أولًا: الشعر

ظل الشعر هو الفن الأبرز، وظهر فيه ثلاثة اتجاهات رئيسية:

  1. الشعر السياسي
    وظّفه الشعراء للدفاع عن مذاهبهم السياسية أو مهاجمة خصومهم. ومن أبرز شعرائه:
    • الكميت بن زيد (الهاشميات).
    • جرير والفرزدق (المعارك القبلية).
    • الأخطل (مدّاح بني أمية).
  2. شعر النقائض
    حوارات شعرية ساخرة بين الشعراء، خاصة جرير والفرزدق والأخطل، عُرفت بطابعها التنافسي الحاد.
  3. شعر الغزل
    • الغزل العذري: عفيف وصادق، يعبر عن الحب الطاهر، مثل جميل بثينة وقيس بن الملوح.
    • الغزل الحضري: يصف الجمال واللذة بأسلوب جريء، مثل عمر بن أبي ربيعة.

ثانيًا: النثر

رغم هيمنة الشعر، فقد تطور النثر في مجالات متعددة:

  1. الخطابة السياسية
    كانت وسيلة للدعاية الحزبية والتأثير في الجماهير، ومن أشهر الخطباء:
    • زياد بن أبيه.
    • الحجاج بن يوسف الثقفي.
    • قيس بن سعد.
  2. الرسائل
    استُخدمت في المراسلات الإدارية والسياسية، وتميزت بالجزالة وقوة الحجة.
  3. الأمثال والحِكَم
    استمرت الأمثال العربية، وأضيفت إليها حكم متأثرة بالثقافات الأجنبية.

سمات الأدب الأموي

  • قوة الأسلوب وجزالته.
  • التركيز على الفخر والحماسة.
  • توظيف الأدب لخدمة الصراع السياسي.
  • ظهور الغزل العذري والحضري بشكل متوازٍ.
  • تأثر النثر بأساليب الخطابة الحماسية.

خاتمة

كان الأدب في العصر الأموي مرآةً لواقع المجتمع العربي بكل ما فيه من صراعات سياسية وعصبية قبلية وتفاعل حضاري مع الأمم الأخرى. وقد مهّد هذا العصر لظهور مدارس أدبية جديدة في العصر العباسي، وجعل من الشعر والنثر وسيلتين بارزتين للتعبير عن الفكر والسياسة والعاطفة.

من Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *